في رحلة الحياة، قد نحتاج إلى تقديم معروض لطلب مساعدة أو خدمة أو حق من جهة مختصة.
فكتابة المعروض بِصيغة صحيحة تُساعد على إيصال الطلب بوضوح وفعالية، ممّا يزيد من فرص قبوله.
عزيزي القارئ، بما عهدته منا من تميُّز وتفرد، نُقدم لك هذا المقال الذي سنتحدث فيه عن كيفية تقديم معروض وطريقة كتابته، والجهات المختصة التي يمكنك إرساله لها، ووسائل الوصول إليها.
ورغم أننا لسنا الوحيدين في عالم كتابة المعاريض، لكننا الأبرع في هذا المضمار، والأبرز في هذا الميدان، يمكنك طلب هذه الخدمة من خلال التواصل معنا عبر تطبيق واتساب على هذا الرقم: 966537766633+
محتوي المقالة
ماهية المعروض وأقسامه
بينما يسير الإنسان في هذه الحياة طالبًا الرزق ومجتهدًا في تعمير الأرض، قد يطوله بعض العوارض والأزمات التي تجعله في حاجة ماسَّة إلى كتابة معروض وتقديمه إلى الجهات المعنية، من أجل النظر في الأمر الذي يمر به، وتقديم المساعدة إليه ليتخطى هذه المشكلة، التي قد تعيق حياته الاجتماعية أو العلمية أو العملية.
قد يتعرض الإنسان -مثلًا- إلى مظلمة معينة في وظيفته من قِبَل زميله أو مديره أو رئيسه المباشر في العمل، أو يحتاج إلى تقديم طلب ترقية وظيفية مساوية أو أعلى من وظيفته الحالية.
أو يحتاج إلى الانتقال من مقر عمله إلى آخر لأسباب معينة، أو يتعرض لوعكة صحية هو أو أحد أفراد أسرته، أو تلم به حاجة مادية فيحتاج إلى تقديم طلب مساعدة مالية.
في جميع هذه الحالات المذكورة وغيرها، يحتاج الإنسان إلى معرفة طريقة كتابة طلب يُبيِّن فيها حاجته أو مطلبه بلغة سهلة ويسيرة، ومن ثم يقوم بدفعه إلى الجهات المعنية، وهذا الطلب يُسمى في اصطلاح أرباب القانون “المعروض أو الخطاب”.
عزيزي القارئ، قد تتساءل عن الأمور التالية، المقصود بالمعروض؟ وما الأسباب الباعثة إلى تقديم معروض؟ وما خطوات تقديم معروض وطريقة كتابته؟ وما الجهات المعنية بالنظر فيه؟ وما طرق إرسال المعروض؟
كل هذه التساؤلات نُجيبك عنها في ثنايا مقال كيفية تقديم معروض.
المعروض هو الكتاب أو الخطاب المُرسَل إلى جهة مُحددة أو إلى شخص مُعين، بهدف طلب نقل أو مساعده مالية أو تقديم التماس، وربما التوجيه نحو اتخاذ إجراء معين، مع العلم أن صيغة كتابة المعروض تختلف باختلاف الجهة التي يُوجه لها الخطاب.
تنقسم المعاريض إلى قسمين هما:
- معاريض رسمية: “الطلب أو التظلم أو الشكوى أو التذكير”.
- معاريض غير رسمية: “الدعوات أو معاريض الشكر… إلخ”.
أسباب تقديم معروض
هناك أسباب مُتعددة تدعو المرء إلى تقديم معروض وتقديمه إلى الجهات المعنية، وهذه الأسباب تختلف باختلاف الغرض من تقديم المعروض، وتنحصر هذه الأسباب في الصور التالية:
الشكاوى
الشكوى عبارة عن اعتراض على تصرفات غير مُنصفة وعادلة، تظهر في عدة أشكال، منها الشكوى الشفهية أو الكتابية، ولكتابتها أسباب عديدة، كالسلوك غير اللائق، أو التجاوزات غير القانونية.
أو التجاوزات التي ترتبط بالمشكلات الصحية أو السلامة، أو عند اتخاذ القرارات التعسفية، أو عند حدوث النزاعات الشخصية، أو عند التعرض لسوء المعاملة من إحدى الجهات الرسمية.
هذه الأسباب تجعل الشخص يقوم بتقديم معروض شكوى إلى الجهة التي تمتلك سلطة أعلى، للنظر في مضمون الشكوى المقدمة، واتخاذ الإجراءات اللازمة.
التظلمات
تُكتب التظلمات بعد تعرض المرء لأي ظلم أو سوء معاملة أو حدوث أحداث غير عادلة أو غير مناسبة، وتُقدم للجهات العليا حتى يتم النظر فيها.
ومن الممكن أن يكون التظلم مُقدمًا بسبب الاستياء من أمر معين أو التعرض لإهمال أو ملاحظة عدم كفاءة أمر ما أو عدم الإنتاجية المطلوبة.
وهذه بعض الحالات التي يمكن تقديم التظلم من أجل تصحيحها، وفي الغالب يكون التظلم نتيجة انتهاكات قانونية، ويحمل طابعًا رسميًّا أكثر من الشكوى.
الطلبات
الطلبات يتم تقديمها من خلال السائل أو المُتقدِّم بها إلى المُتلقي، إما لحاجة إلى نقل أو مساعده مادية أو ترقية وظيفية.
لكن ينبغي أن يُقدم الطلب بصورة مُهذبة ولطيفة للجهة المختصة، إذ لا بد أن يكون الطلب في صورة كتابية نصيَّة لائقة، ومن الممكن أن يكون الطلب خاصًّا بتقديم اقتراح أو تعديل لأمر محدد.
كيفية كتابة معروض
قد تختلف المعاريض من حيث مضمونها وفحواها، لكنها تتفق في كيفية كتابتها وصياغتها، وحديثنا هنا عن المعاريض التي لها طابع رسمي.
معرفة كيفية تقديم معروض وكتابته أمر مهمٌ جدًّا؛ لأنه يجعل المعروض أكثر قابلية لدى الجهات المعنية، ومن أجل كتابة المعروض بطريقة صحيحة وسليمة، وخالية من الثغرات والعثرات، ينبغي أن تتبع طرق كتابة المعروض الصحيحة.
وهذه الطرق تتلخص في العناصر التالية:
مقدمات المعروض
نعني بمقدمات المعروض، الأمور التي تكون في بدايته قبل الانتقال إلى الحديث عن موضوع تقديم معروض وتفاصيله، وهذه المقدمات هي:
- العناوين الرأسية، وتحتوي على البسملة (بسم الله الرحمن الرحيم) وتكون في منتصف الصفحة، مع تسجيل تاريخ كتابة تقديم معروض، ويكون في يسار الصفحة.
- تحديد جهة إرسال تقديم معروض، سواء كانت هذه الجهة شخصًا من الأشخاص أو مؤسسة من المؤسسات.
- تقديم التحية للجهة المعنية، بعد تحديد الجهة التي ستُرسل إليها المعروض، تقوم بتقديم التحية إلى الجهة المعنية، والتحية التي درج عليها المسلمون في كتابة خطاباتهم: “السلام عليكم ورحمة الله وبركاته”، وتستطيع بعد ذلك أن تختار ما تشاء من أشكال التحية الدارجة بين الناس، منها على سبيل المثال: “تحية طيبة وبعد، تحية عطرة وبعد”.
متن تقديم معروض
نعني بمتن تقديم معروض صلب المعروض نفسه، ويكون بعد ذكر المقدمات، ويحتوي على الآتي:
- موضوع تقديم معروض، إذ ينبغي أن تحدد موضوع تقديم معروض، حتى تكون الجهة المعنية على علم مجمل بمضمون المعروض.
- التمهيد بعبارات الشكر للجهات المعنية قبل الدخول في تفاصيل المعروض، إذ ينبغي أن تُمهد خطابك بعبارات شكر للجهات المعنية على جهودهم وإنجازاتهم، حتى تكون هذه العبارات حافزًا لهم على الاستمرار في بذل مزيد من الجهود والإنجازات.
- ذكر المعلومات المهمة التي تدعم المعروض، وتتلخص في بيانات مقدم المعروض، التي تشمل: “الاسم، ورقم الهوية الوطنية، والدرجة الوظيفية، ومكان السكن، ومكان العمل…” وغيرها من المعلومات المهمة، وذكر معلومات الطرف المُدعى عليه أيضًا، ولا يكون هذا إلا في معاريض الشكاوى والتظلمات فقط، فتقوم بذكر: “اسم المدعى عليه، ومكان عمله، ومكان إقامته…” وغيرها من المعلومات التي تخصه، إضافة إلى ذكر الأماكن والأزمنة إن كانت القضية المذكورة في المعروض جنائية.
- الشروع في ذكر تفاصيل المعروض، وهذه التفاصيل تختلف باختلاف نوعية المعروض المقدم، فإن كان المعروض عبارة عن طلب تقوم بذكر الطلب، والأسباب التي دعتك لتقديمه، وإن كان المعروض شكوى لا بد من ذكر الشخص أو الجهة التي قمت بتقديم الشكوى ضدها، مع كتابة الغرض من الشكوى، والهدف من تقديمها.
خاتمة المعروض
بعد ترتيب متن المعروض، وذكر كل ما تريده، تأتي الجزئية الأخيرة، وهي خاتمة المعروض وتتكون من العناصر التالية:
- الطلب والرجاء، فبعد الانتهاء من ذكر تفاصيل المعروض، لا بد من ذكر الهدف من تقديم معروض، وماذا تريد من الجهة المعنية، مع مناشدتهم بضرورة أن ينظروا للقضية بعين الاعتبار.
- الدعاء للجهة المعنية بالتوفيق والفلاح، وأن يجمعوا خيري الدنيا والآخرة.
- تذييل المعروض بمعلومات مقدم المعروض في ذيل الخطاب، ويشتمل على الآتي: “الاسم، ورقم الهوية الوطنية، ورقم الهاتف، والتوقيع”.
جهات إرسال معروض
عزيزي القارئ، بعد إدراكك لكيفية كتابة المعروض، ينبغي أن تعلم الجهات التي من الممكن أن تُرسله إليها، وجهات إرسال المعروض كثيرة ومتنوعة، ويتم تحديدها بحسب نوعية المعروض المُقدم إلى الجهات المعنية، التي نحدد بعضها في السطور التالية:
- الوزارات: الوزارة إدارة أو قسم في حكومة دولة ما، وكل وزارة جزء وظيفي من الحكومة، ويرأسها شخص يسمى الوزير، والسلطة العليا التي يستجيب لها الوزراء هي رئيس الوزراء. تعد الوزارة ذراع الحكومة، ومهمتها تسيير القطاعات وإدارتها، ومنها وزارات التربية والتعليم والمياه والري والصحة وغيرها
- ديوان المظالم: جهة قضائية مُستقلة ذات تواصل مباشر مع الملك، ويضم ديوان المظالم ستة عشرة محكمة إدارية.
- الديوان الملكي: يُعد هذا الديوان المكتب التنفيذي الرئيسي لملك المملكة العربية السعودية، وهو حلقة الوصل الأساسية بين الملك والحكومة ومؤسساتها، والمعاريض التي يسمح الديوان الملكي باستقبالها، التي يتقدم المواطن من خلالها بطلب علاج أو ما يتعلق بالطلبات الحكومية أو التي لها صلة بالشؤون الإدارية أو التي تخص الحق العام أو طلب وقف القصاص أو التي تتعلق بالأمور العاجلة الخاصة بالمواطنين أو حماية الممتلكات والأرواح أو التهنئة أو التعزية.
- الإمارة: تقوم الإمارة باستقبال جميع شكاوى المقيمين والمواطنين، وحل جميع مشكلاتهم، التي قد تتمثل في عدم قيام جهة حكومية أو أي جهة أخرى بتقديم مهامها الوظيفية المسؤولة عنها، وتُعد الإمارة المكان الرسمي والمختص بتقديم الشكوى إليه، إذ يقوم أحد التابعين للقصر الملكي بالحضور كل يومين أسبوعيًّا تقريبًا؛ للنظر في جميع الشكاوى المقدمة من الأشخاص التابعين لحكم هذه الإمارة. كذلك فإن الإمارة عليها أن تقوم بالمساعدة في حل هذه المشكلات، لأن جميع أعمالها تأتي بالنيابة عن الحاكم أو خادم الحرمين الشريفين.
- المحاكم: أبرز الجهات التي يُتقدم إليها بالمعاريض، وتنقسم المحاكم إلى قسمين:
المحاكم الجنائية: تختص بقضايا الجرائم.
المحاكم المدنية: تختص بالتعامل مع نزاعات الأفراد والشركات، وغيرها من المحاكم. - مراكز الشرطة: من جهات إرسال المعروض مراكز الشرطة، التي تكمن مهمتها في الحفاظ على النظام، ومنع وقوع الجرائم، وحماية أرواح أفراد مجتمعها، وتنفيذ اللَّوائح؛ لذلك هي من الجهات المناسبة لتقديم معروض إليها.
طرق إرسال معروض
بعد كتابة المعروض، وعرض جميع الأفكار التي تريدها من خلاله، وتحديد الجهة التي سترسله إليها، تتبقى طريقة إرسال المعروض إلى الجهات المعنية، وهي:
- إرسال المعروض بالطريقة التقليدية، وهي التوجه إلى مقر الجهة المعنية، وإرسال المعروض إليها مباشرة.
- تقديم المعروض عن طريق الاتصال الهاتفي بالجهات المعنية.
- إرسال المعروض عن طريق البريد الإلكتروني، وهذه الطريقة أفضل الطُرق؛ لأنها تُوفر عليك عناء الذهاب إلى مقر الجهة المعنية، وهي أسرع الطُرق للنظر في معروضك والتجاوب معه.
عزيزي القارئ، لكل بداية نهاية، وفي ختام هذا المقال نتقدم لك بالشكر على إتمامك قراءته، بعد أن وضحنا لك فيه معنى المعروض، وكيفية كتابته، وطرق تقديمه، والجهات المعنية بذلك، ووسائل إرساله.
يمكنك الاستفادة بمزيد من الخدمات الكتابية الاحترافية الأخرى، من خلال التواصل معنا عبر تطبيق واتساب على هذا الرقم: 966537766633+