يُعدّ خطاب الضمان البنكي أداةً ماليةً تُقدمها البنوك لعملائها، لضمان التزامهم بتسديد مبالغ مالية محددة في تاريخ محدد.
يلعب خطاب الضمان دورًا هامًا في تعزيز الثقة بين الأطراف المتعاقدة، وضمان إتمام المعاملات التجارية بنجاح.
ما هو خطاب الضمان البنكي؟ وكيف يمكن الحصول عليه؟ وما هي شروطه وأهميته؟ هذه المعلومات وأكثر نناقشها في هذا المقال، فابقوا معنا.
كما يمكنك الحصول على الخدمات الكتابية التي نقدمها عبر هذا الموقع من خلال التواصل معنا عبر الواتساب على الرقم التالي: 966537766633+
محتوي المقالة
خطاب الضمان البنكي
في البداية سنذهب بعيدًا عن واقعنا المعاصر لنتعرف على نشأة البنوك، وكيف كانت تعمل وكيف أصبحت، وما هي المعاملات البنكية الكثيرة التي يرعاها البنك، ومن بينها خطاب الضمان البنكي.
كانت فكرة البنك فكرة جميلة جدًّا، لم يكن يتوقع صاحبها أن يصل البنك إلى ما وصل إليه الآن من أهمية كبيرة في جميع مجالات الحياة.
فيرجع أصل البنك إلى العصور القديمة، وأن التجار القدامى كانوا يستخدمون البنوك في معاملاتهم، ولكن هناك الكثير من الأبحاث التاريخية في هذا المجال تجعل من العصور الوسطى وعصر التطور والنهضة الأوربية هي الفترة الزمنية الأولى لظهور البنوك.
ففي إيطاليا وتحديدًا في مدينة البندقية ظهرت كلمة بنك لأول مرة، والتي جاءت من كلمة (بانكو) الإيطالية، والتي تعني المصطبة.
أما كلمة المصطبة فتعني المنضدة أو الطاولة المرتفعة والتي يجلس عليها الصراف لتحويل العملة.
بعد ذلك تطورت هذه الكملة لتعني المصرف، كما هو متعارف عليه في أيامنا هذه.
هذا وقد أسس أول بنك تجاري في عام 1517م، في إيطاليا في مدينة البندقية نفسها، وبعد فترة ليست بالبسيطة أسس بنك آخر في مدينة أمستردام عام 1609م، بعد ذلك انتشرت البنوك في أكثر دول العالم.
وفي القرن الثامن عشر للميلاد أصبح عدد البنوك يزداد تدريجيًّا، ومع الثورة الصناعية التي قامت في أوربا وفي القرن التاسع عشر للميلاد انتشرت بشكل ملحوظ، وبدأت تشارك في عملية الإنتاج، فبدأت الحاجة تلح في وجود بنوك تشبه إلى حد ما الشركات المساهمة.
بعد ذلك ظهرت البنوك المتخصصة في كل مجال من مجالات الحياة، في المجالات الصناعية والزراعية والعقارية وغيرها من المجالات الكثيرة.
وللبنوك أهمية كبيرة جدًّا في الاقتصاد، حيث تعمل على قبول الودائع، وتقديم الكثير من القروض، فيتم أخذ مال المودع وإعطاؤه للمقترض، وتسمى هذه العملية في البنوك بالوساطة المالية.
في الفترة الأخيرة أصبح خطاب الضمان البنكي مهم جدًّا إلى درجة أن طالب خطاب الضمان البنكي لا يقوم بأي عمل مع الجهة المنفذة للمشروع الخاص به، أو الأعمال الخاصة به إلا بطلب خطاب الضمان البنكي، فبهذا الخطاب يستطيع أن يحصل على ضمان من الطرف الآخر على أنه يتم تسليم العمل في الوقت المحدد وبالشكل المحدد، والذي تم الاتفاق عليه.
بهذا نعلم أن خطاب الضمان البنكي هو خطاب يقوم بطلبه المستفيد من الجهة المنفذة، على أن يكون الضامن هو البنك، المستفيد يريد أن يضمن حقه، وأنه لا يتم التلاعب معه أو أن تحاول الجهة المنفذة للعمل عمل أي شيء لا يتصل بالعقد الذي بينها وبين المستفيد.
بهذا يتضح أن البنك هو الضامن وهو المسؤول الأول والأخير أمام المستفيد.
ويتم طلب خطاب ضمان بنكي بواسطة العميل لأحد البنوك التي يتعامل معها ولديه حساب جاري مع هذا البنك الذي يطلب منه خطاب الضمان البنكي.
كما يجب أن نعرف أنه يتم التعامل مع البنك بواسطة خطاب الضمان البنكي، ويجب على العميل كتابته بكامل أهليته وحريته وألَّا يكون مجبرًا من أي جهة كانت، وبعد وصول خطاب ضمان البنك إلى البنك وقبوله لهذا الأمر.
يقع البنك في هذه المعاملة موقع الضامن أو الكفيل فقط، ولا دخل له بالمعاملة بين المستفيد والجهة المنفذة للعمل أو المشروع، كما أنه لا يوجد له صلة بالعقد الذي تم الاتفاق بينهم، بل هو متمحور في الضمانة والكفالة فقط.
يذكر في خطاب الضمان البنكي بأن البنك يتعهد تعهدًا صريحًا بدفع كافة المبالغ المالية المنصوص عليها في خطاب الضمان البنكي طبقًا لقانون المصارف العالمية، وهذا الأمر لا يتم إلا بعد أن يوافق العميل والجهة المستفيدة على شروط وقواعد خطاب الضمان البنكي.
وكما ذكرنا فإن البنك هو في موقف الضامن؛ لذلك فإنه تصرفاته مبنية على الحيادية، وفي حالة أي تعاون بين البنك وبين العميل الخاص به، هذا التعاون قد يؤدي بضرر للمستفيد، فإن المستفيد يلجأ إلى الجهات المختصة والمسؤولة عن هذه القضايا.
هذا ويجب أن يكتب خطاب ضمان البنك بطريقة واضحة وصريحة، وأن يوضح فيه الشروط بشكل دقيق، كما يحرص كل من المستفيد والعميل على الاتفاق على كل النقاط، وعلى دراسة الخطاب قبل إرساله إلى البنك، وفي حالة حدوث خلاف بين العميل والمستفيد فإن الفصل بينهم يكون عن طريق القضاء.
يجب على المستفيد المطالبة بالمبالغ المالية التي سيحصل عليها من خلال المزايدة المالية بسبب التأخير، وهذا لا شك فيه أنه شرط جزائي، ويجب على المستفيد الحصول على الأموال التي تحولت إليه من خلال خطاب الضمان البنكي.
اقرأ أيضًا: نموذج كشف حساب بنكي
شروط تسييل خطاب الضمان
ذكرنا أن خطاب الضمان البنكي لا بد أن يحتوي على شروط معينة، وأن هذه الشروط لا بد أن تظل قائمة حتى يظل الخطاب ساري المفعول.
ومن بين أهم شروط التسييل لخطاب الضمان:
أن يبقى البنك على حياد، وألَّا يميل إلى العميل أبدًا.
أن يحتوي الخطاب على الأركان الثلاثة، ولا بد أن يستوفي الخطاب هذه الأركان، فالركن الأول وهو العميل والذي بدوره يعمل على طلب خطاب الضمان البنكي.
ثم يأتي البنك بدوره في الضمان والكفالة والتعهد في الالتزام بكافة الشروط والاستحقاقات اللازمة، كما يلتزم البنك في الدفع للعميل المبلغ المستحق ضمن الاتفاقية المبرومة بينهم.
وفي حالة قام الطرف الأول وهو العميل بتغيير كلامه، أو محاولة الانسحاب من الخطاب، فإن البنك يظل على موقفه ولا ينقض العهد أو الضمان الذي تم الاتفاق عليه، وبعد قبول البنك لخطاب الضمان البنكي والموافقة عليه فإنه يتم إرساله إلى الركن الثالث وهو المستفيد.
ومن شروط تسييل الخطاب أن يكون محددًا بفترة معينة، ولا يكون مفتوحًا مطلقًا، بل لا بد من تحديده بالتاريخ.
تجديد الضمان البنكي
أيضًا من شروط تسييل الخطاب أن يحتوي على التجديد في مدة سريان الخطاب، بحيث يحصل المستفيد على فترة كافية يطلب فيها من البنك التجديد إلى فترة معينة تتناسب مع العميل.
وإن انتهت فترة الخطاب المحددة فلا يشترط على البنك تجديد الخطاب إطلاقًا؛ لأن فترته فعليًّا أصبحت منتهية.
خطابات الضمان المحلية
يتبين لنا أن هناك نوعين من خطابات الضمان: النوع الأول خطابات الضمان الخارجية، والتي تتضمن التجارة الخارجية.
وهذا النوع من الخطابات تعمل على تسهيل عملية سير التجارة الخارجية، وبها تزيل المخاوف التي كانت تراود التاجر في عملية التجارة الخارجية واستيراد البضائع من الخارج.
كما أنها تعمل على عمل التأمين المالي، فعملية تحويل الأموال إلى الخارج ليست بالأمر السهل في حالة التجارة الخارجية، وليست في أمن وأمان للتاجر نفسه أو للمستفيد.
لذلك فإن الضمان الخارجي له أهمية بالغة في عملية التجارة والتحويل، وإزالة الخوف والقلق الذي يصاحب تحويل الأموال والتجارة الخارجية.
أما بالنسبة لخطابات الضمان المحلية فلا شك ولا ريب أن لها دورًا بارزًا في عملية التجارة المحلية.
لما لها من أثر كبير في حفظ الأموال وفي شعور المستفيد بالأمن على ماله وأيضًا وصول التجارة أو البضائع التي يريدها بكل أمن وأمان.
لأنه وفي الأخير تجد البنك هو المتكفل بهذا الأمر كامل، متكفل في عملية دفع الأموال كاملة.
كما أن من بين تلك المزايا الكثيرة لهذه العملية هي أن البنك محايد تمامًا، وليس له أي تدخل بين المستفيد والعميل.
لذلك فإن عملية الشراء أو أي عملية تتم بين المستفيد والعميل تتم بكل أريحية وبكامل الصلاحيات وبدون ضغط على أي طرف سواء العميل أو المستفيد.
قانونية خطاب الضمان
هناك إشكالية كبيرة واختلاف واسع حول قانونية الخطاب، وفي أي زاوية قانونية هو؟!
ولكن للأسف أنه ليس له قانون خاص به، وليس لهذه العملية المصرفية قانون خاص بها حتى يتم تقنينها والقول فيها قانونيًّا.
ولكن تبقى جميع هذه العمليات البنكية تحت مظلة القانون، وتبقى تحت العدسة القضائية التي يراقب منها القضاء كل المعاملات البنكية والمصرفية.
وأي مخالفة فيه فإنه يتم التحويل إلى القضاء ويجري القضاء مجراه، فالرقابة القضائية المصرفية تحوي ذلك كله، حتى وإن لم يكن له قانون خاص.
فهذا لا يعني أن الأمر يكون عبثًا، وينتهي المطاف بالثلاثة أطراف في حالة الخلاف إلا أن يجدوا حلًّا لأنفسهم أو صراعًا ليس له آخر.
كما أن البنك يعمل على الموافقة على الخطاب وفق السياسة والشروط المتعارف عليها بين المصارف والبنوك.
أهمية خطاب الضمان
هذا الخطاب له أهمية كبيرة، وهو يختلف عن غيره من الخطابات الكثيرة؛ لأن لهذا الخطاب أهمية بالغة ومزايا كثيرة، يمكننا ذكرها في السطور التالية:
إن هذا الخطاب يعتبر ضمانة وافية، أو تعهد كامل من قبل البنك على نفسه في الموافقة على دفع المبلغ المحدد والمعين في الخطاب نفسه، وذلك يتم بدون قيود أو شروط.
وهذا يلتزم به البنك، على أن يتم المطالبة من البنك بالمبلغ المطلوب في فترة سريان الخطاب.
كما أن خطاب الضمان البنكي وثيقة خاصة بالبنك ولا يجوز تداولها أو تسميتها بأي مسمى آخر، ولذلك كانت أهميته من اسمه، فإنه خطاب ضمان وواجب على البنك الالتزام به دون قيود أو حيود.
ومن أهميته أيضًا أنه يعتبر وثيقة مستقله ولا تتدخل في العلاقة بين العميل والمستفيد، بحيث يلزم البنك العميل بأي تصرف خاص بينه وبينه المستفيد.
ومن أهميته أيضًا أنه لا يقيد بأي شرط، وطالما أنه ساري المفعول فإن للمستفيد الحق في المطالبة بحقه من البنك، وأيضًا أنه يكون ملزمًا للبنك، وفي أي حالة تلاعب أو تقاعس من قبل البنك فإنه يتعرض للمسائلة القانونية، ويجب على البنك الوفاء بما التزم به خلال فترة الخطاب.
خطاب الضمان البنكي مكتوب
عند كتابة خطاب الضمان البنكي فإنه من الواجب كتابته بشكل واضح وصريح، وبطريقة سهلة ولغة مفهومة، وأن تكون الشروط المكتوبة فيه على غاية من الدقة والوضوح.
كما يجب على كل واحد من هؤلاء البنك والمستفيد والعميل أن يحرص تمام الحرص على قراءة الخطاب والتأكد مما جاء فيه، وأنه مكتوب بالطريقة المناسبة والصحيحة والقانونية.
بهذا القدر نكون قد انتهينا من مقالنا لهذا اليوم خطاب الضمان البنكي، والذي قدمناه لكم بشكل مفصل ومعلومات مرتبة ومنسقة.
لتحصل في النهاية على كافة المعلومات عن هذا الموضوع، كما يمكنك التواصل معنا عبر الواتساب على الرقم التالي: 966537766633+
للحصول على الخدمات المميزة والكثيرة التي نقدمها.